
ويقول عليه السلام: ((وانته بنيتي إلى أحسن النيات وبعملي إلى أحسن الأعمال)) كما أنه مطلوب منا في مقام الإيمان، في مجال اليقين، أن تسعى إلى درجة الكمال في إيمانك في يقينك في نيتك، كذلك في الأعمال نفسها، لا تكن ممن يرضى لنفسه أن يقف عند أعمال معينة أن يضع لنفسه روتينا معيّنا في الحياة في الأعمال لله، حاول دائما أن تبحث عن أحسن الأعمال، أن تشترك في أحسن الأعمال، أن تدخل في أحسن الأعمال، بل أن تكون سباقا إليها، لا تقل: [المهم حسنات سيكفيني هذا، وقد قالوا بأن من عمل كذا سيكون له كذا حسنات، ثم تعدها عشراً، علي عشر، ثم تنظر كم سيكون لك في السنة]
الأمور ليست على هذا النحو، بل ربما أن الحسنات هناك لا تكتب لك إطلاقا إذا لم تنطلق إلى الأعمال الأخرى الكبرى، إن الأعمال الكبرى هي نفسها من تجعل للأعمال الصغرى قيمتها، من تجعل حتى الأعمال الصغيرة ذات أهمية كبرى.
أتدري أنك متى ما كظمت غيظك من أجل أن لا يشمت بك الناس، أو يقولوا قد صار يتشاجر فلان وابنه أو فلان وأخوه. هذا شيء جيد، لكن أن تكظم غيظك من أجل أن تحافظ على وحدة الناس الذين أنت تريد أن تنطلق معهم في سبيل الله، تكظم غيظك وتعفو عن صاحبك وعن أخيك من أجل هذا المقصد هو الذي يجعل لكظم الغيظ وللعفو هنا أثره الكبير وأهميته البالغة، يعتبر جزءاً من الجهاد وعملاً من الأعمال التي تهيئ الأمة للجهاد، فما أعظم الجهاد الذي هو سنام الإسلام!
هكذا ابحث عن أحسن الأعمال؛ لأن أحسن الأعمال هي التي تجعل أعمالك الصغرى التي قد ألفت عليها، وتجعل تلك الأعمال التي هي في متناولك يوميا تجعلها ذات قيمة كبيرة وأهمية بالغة.
أنت مرتبط بالكمال المطلق هو من جعل الوصول إليه كمالا متدرجا، كمالات، سلما من درجات الكمال في مجال الأعمال، في مجال الإيمان، في مجال اليقين، في مجال النية لتحظى بالقرب منه، كلما صعدت درجة في سلم كمال إيمانك كمال أعمالك، كنت أكثر قربا منه، ألم يقل الله سبحانه وتعالى: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} (الواقعة:11) ا
اقراء المزيد